أخلاقيات النشر

نظراً للمکانة التى يحتلها البحث العلمى وتعدد الجهات المرتبطة به وتداخلها ، ظهر "علم أخلاقيات البحث العلمى" الذى جاء ليساعد فى تطوير البحث العلمى وتنظيمه ووضع قواعد وقوانيين تحکم العلاقات بين الأطراف المشارکة فيه، بما يضمن سير العملية البحثية بالمسار الصحيح لتحقيق الأهداف المرجوة ومنع أى تلاعب أو إستغلال لتحقيق مصالح أورغبات شخصية.

وللحد من هذه الظاهرة يتوافر حالياً العديد من البرمجيات والمواقع التى يمکن إستخدامها من قبل جهات النشر العلمى والجامعات لتمحيص الأبحاث المقدمة وکشف أى محاولات للإنتحال العلمى أو النقل من المواقع أو الأبحاث المنشورة، ومن الممکن عرض أهم مبادئ البحث والنشر العلمى بالمجلة کالآتى:

1- الأمانة والدقة فى توثيق البيانات والنتائج وتحليلها ونشرها، دون تضليل أو خداع.

2- عدم التحيز أو التلاعب بتصميم العملية البحثية وتحليل البيانات وعرضها.

3- إحترام الملکية الفکرية من براءات إختراع وحقوق نشر، ونسب الآراء لأصحابها وتجنب إنتحالها أو إدعاء ملکيتها، وعدم إستخدام أى بيانات أو نتائج غير منشورة دون الرجوع إلى صاحبها.

4- إحترام الخصوصية والمحافظة على سرية المعلومات.

5- النشر بهدف التطوير وإفادة البشرية وليس الحصول على مصالح شخصية.

6- إحترام الباحثين والزملاء فى العمل، وإعطاء التقدير والشکر لمن يستحق.

7- الإلتزام بالمسئولية المجتمعية والسعى لتطوير المجتمع وحل مشاکله من خلال الأبحاث والدراسات العلمية.

8- تجنب التمييز العنصرى القائم على الجنس أو العرق أو الديانة بين الزملاء أو الطلاب.

9- الإلتزام بالقوانيين والأنظمة التى وضعتها المؤسسات والجهات المنظمة للأبحاث العلمية.

10- إحترام الذات البشرية وعدم إنتهاک حقوق الإنسان وکرامته عند إجراء التجارب والأبحاث العلمية على البشر بما يضمن تحقيق أکبر فائدة وأقل ضرر ممکن.

11- تجنب أى تضارب فى المصالح کدعم جهات ذات توجهات خاصة أو الإرتباط مع جهات ذات مصالح خاصة.

إضافةً إلى ما سبق فإن هناک أسس وقواعد تضبط کتابة أسماء المؤلفين على المنشورات العلمية بما يضمن حقوق المشارکين والجهات الداعمة، حيث يجب أن تضم قائمة المؤلفين جميع الأشخاص الذين ساهموا فى بناء فکرة البحث أو فى تصميم العملية البحثية وتحليل البيانات أو شارکوا فى المراجعة النقدية لمسودة العمل.

ويحدد ترتيب الأسماء بالإتفاق الجماعى بينهم، بينما يشترکوا جميعاً فى المسئولية تجاه صحة النتائج المنشورة ودقتها.

وقد ظهر مؤخراً ما يعرف بمواقع الوصول الحر (Open Access) وهى مواقع إلکترونية تُصدر دوريات إلکترونية متاحة بشکل مباشر ومستمر للباحثين والمستفيدين، وعلى الرغم من الإيجابيات التى تقدمها مواقع الوصول الحر إلا أنها أصبحت –غالباً- وسيلة للإستغلال المادى، فمعظمها يشترط أن يدفع المؤلف مبلغ نقدى مقابل نشر بحثه، ومع تطور التکنولوجيا أصبح من السهل نشر أبحاث وهمية ومضللة أو ذات جودة منخفضة على هذه المواقع دون أن تکون هناک مراجعة علمية أو تدقيق لما يتم نشره.

ولهذا فإن الأمر يستلزم الإهتمام بتأصيل البحث والنشر العلمى بإعتباره وسيلة تطور العلم وتوثيقه، وذلک من خلال تبنى منظومة أخلاق وأعراف تؤسس لمرحلة قادمة فى مسيرة البحث العلمى عنوانها البحث والأمانة العلمية والريادة والإبداع.